نعتز بمليكنا في عيد ميلاده محمد يونس العبادي تمر ذكرى ميلاد الملك عبدالله الثاني، الثاني والستين، وعلى مدار هذه السنوات، شكلت سيرة جلالته جزءاً من تاريخ أردننا، وعلى مدار نحو ربع قرن، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني، هذا الوطن بالرغم مما مرّ به من صعابٍ، وفي مرحلةٍ تاريخيةٍ دقيقة، على الصعد كافة.ففي الثلاثين من كانون
نعتز بمليكنا في عيد ميلاده
محمد يونس العبادي
تمر ذكرى ميلاد الملك عبدالله الثاني، الثاني والستين، وعلى مدار هذه السنوات، شكلت سيرة جلالته جزءاً من تاريخ أردننا، وعلى مدار نحو ربع قرن، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني، هذا الوطن بالرغم مما مرّ به من صعابٍ، وفي مرحلةٍ تاريخيةٍ دقيقة، على الصعد كافة.ففي الثلاثين من كانون الثاني، عام 1962م، ولد جلالته في عمّان، وحمل اسم جده الملك المؤسس (طيب الله ثراه) وبموجب الدستور سمي ولياً للعهد، ومن بين الوثائق التي تروي جانباً من سيرة مولد جلالته، البرقية التي أرسلها رئيس الوزراء آنذاك، وصفي التل إلى الديوان الملكي الهاشمي مهنئاً، وجاء فيها: “بمناسبة البشرى السعيدة المبلغة إليّ في الإرادة الملكية السامية بتاريخ 24 شعبان 1981هـ، الموافق 30 ذكانون الثاني 1962م، أرجو أنّ ترفعوا إلى صاحب الجلالة الهاشمية الملك المعظم (حفظه الله) ولصاحبة السمو الملكي الأميرة باسمي واسم زملائي أخلص التهاني القلبية لما منّ الله تعالى به على البيت الهاشمي الرفيع، ضارعاً إلى الله عز وجل أن يحفظ سمو ولي عهدنا المحبوب بعين رعايته وأنّ يمد في عمره في ظل الحسين المعظم”.لقد كان مولد جلالة الملك عبدالله الثاني، في مرحلةٍ دقيقةٍ من تاريخ الأردن، وفي وقتٍ كان فيه الملك الحسين (طيب الله ثراه) يقود جهود التنمية والتحديث في الأردن، وقبل سنواتٍ قليلة من ظروفٍ صعبةٍ مرت بهذا البلد، ما حتم العديد من التغييرات الاستثنائية، والتي انتهت لاحقاً، وعاد الأردن إلى دوره الطلائعي، بعد هذه الظروف الصعبة.ولقد جاء تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، لمقاليد الحُكم، في وقتٍ كان فيه العالم يمر بتحولاتٍ عميقة، سواء تلك التي تتعلق بتضخم الإرهاب، وتحوله إلى ظاهرةٍ عابرةٍ للحدود، او ما تلاها من حروبٍ في المنطقة، ومراحل غير مسبوقة لاحقاً من “ربيعٍ عربي” وتبدلاتٍ كانت أسرع من كل ما مرّت به المنطقة من ظروفٍ سابقة.وسط هذه التحولات، كان لسيرة جلالته، وقربه من الحسين (طيب الله ثراه)، وتدريبه العسكري، وتعليمه الرفيع، كان لهذا التشكيل والتكوين دور في منحه سماتٍ، مكنته من قيادة الوطن بحكمة، وتجنيبه الكثير من التداعيات التي تركتها وخلفتها هذه التحولات.لقد مرت سنوات صعبة، ولربما نعيش اليوم الأصعب منها، جراء ما يجري في غزة، وهي مرحلة تختبر الأردن من جديد، وتجعل منه كما العادة أقوى، بقيادة مليك آمن بشعبه، وبمبدأ هذا الوطن الراسخ بقيمه، وبما يحمله من إرث وثقة بحاضره، والمقبل.بل ولقد صاغ الأردن بقيادة جلالته دوره بحكمةٍ بنيت على الوسطية والإتزان، وبقي الأردن ملتزماً بإرثه ومتطلعاً إلى مزيدٍ من “العصرنة” والتقدم، عبر التوسع في القطاعات الهامة التي بنت إنسانه، وعلى رأسها قطاعا التعليم والصحة.إنّ 25 عاما من حُكم جلالته، أثبتت صلابة هذا الوطن، ورسوخ قيادة ملوكه من بني هاشم، وأثبتا أنّ الأردن وفيٌ لإرثه، وملتزم بقضايا أمته، ومؤمن أنّ هذا الوطن قادر بإنسانه على مواصلة دوره وتعزيزه.وإننا في هذه المناسبة، والتي تتزامن واليوليل الفضي لتسلم الملك سلطاته الدستورية، نتأمل ما صنعه الأردن، وكيف استطاع أنّ يبقى قادراً على أداء دوره، في قضايا فلسطين، والإنسان العربي أينما كان، لنشعر بالفخار بقيادة جلالة الملك الحكيمة.وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل أردني، نقول لجلالة الملك: “بوركت جهودكم يا مولاي، وسدد على طريق الخير خطاكم، وأنتم دوماً الأقرب لقلب كل أردنيٍ وأردنيةٍ، كل عام وأنتم بألف خيرٍ أبو الحسين.. وكل عامٍ والأردن عزيزٍ بمليكه المفدى، وبحراب جيشه، ووفاء شعبه.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *